2009/11/20

لبيك اللهم لبيك

{ ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون }
{ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم }
{ وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق }

كانت البداية امتثالا من الخليل إبراهيم عليه السلام لأمر ربه بترك زوجته وولده الرضيع فى صحراء مقفرة حيث لا زرع ولا ماء ولا حتى بشر ولكن الدافع من تنفيذه لهذا الأمر رغم صعوبته هو الثقة فى الله والتوكل عليه سبحانه ... فكانت المكافأة من الله عزو جل بأن حفظ له زوجته وولده حتى بلغ سن الشباب بل وأكرمه الله بهذا الولد ليساعده فى تنفيذ أمره برفع قواعد البيت الحرام ... وكان الشرف العظيم أن ينفذ خليل الله إبراهيم أمر ربه بأن ينادى فى الناس بحج هذا البيت المحرم واللذى من يومها يقصده الناس من كل حدب وصوب ليلبوا أمر ربهم -هذا المكان اللذى ترك فيه الخليل زوجته وولده أول مرة- ... أرأيتم فضل الله وكرمه وإحسانه على من امتثل أوامره ؟!!.... سبحان ربى الكريم ..

فى مثل هذه الأيام المباركة كل عام ينتابنى شعور فياض يكاد يحرق قلبى شوقا وأشعر بقشعريرة لذيذة وأنا أرى وفود الرحمن من الحجاج وهم يطوفون بالكعبة ويسعون بين الصفا والمروة ويرمون الجمار ... أسمعهم يلبون بهذا النداء العظيم ( لبيك اللهم لبيك ... لبيك لا شريك لك لبيك ... إن الحمد والنعمة لك والملك ... لا شريك لك ) بتذلل وخشوع مفعم بالحب والشوق لبيت الله الحرام ... يقتفون أثر أبيهم إبراهيم ومن بعده نبينا محمد عليهما صلوات الله وسلامه أجمعين...
ساعتها ينطق بها قلبى قبل لسانى { ياليتنى كنت معهم فأفوز فوزا عظيما }...

فهنيئا لمن أكرمه الله واصطفاه لحج بيته العظيم فأخلص نيته لله وحده وأنفق من ماله الحلال وحسن حجه وطهر من الرفث والفسوق فنال جائزة فى الدنيا وأخرى فى الآخرة ...
أما اللتى فى الدنيا فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : { من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه }... يعنى أن صفحته بيضاء نقية ليس بها ذنوب ...
وأما اللتى فى الآخرة فقال عليه الصلاة والسلام : { الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة } ...

اللهم إنك سبحانك تعلم مدى شوقنا لبيتك الحرام ... فلا تحرمنا زيارته حجا وعمرة مرات ومرات وتقبل منا ومن جميع المسلمين صالح الأعمال يا رب العالمين يا رحمن يا رحيم ...




إِلَيْكَ إِلَهِي قَدْ أَتَيْتُ مُلَبِّيَا فَبَارِكْ إِلَهِي حَجَّتِي وَدُعَائِيَا
قَصَدْتُكَ مُضْطَرًّا وَجِئْتُكَ بَاكِيًا وَحَاشَاكَ رَبِّي أَنْ تَرُدَّ بُكَائِيَا
كَفَانِيَ فَخْرًا أَنَّنِي لَكَ عَابِدٌ فَيَا فَرْحَتِي إِنْ صِرْتُ عَبْدًا مُوَالِيَا
إِلَهِي فَأَنْتَ اللَّهُ لا شَيْءَ مِثْلُهُ فَأَفْعِمْ فُؤَادِي حِكْمَةً وَمَعَانِيَا
أَتَيْتُ بِلا زَادٍ وَجُودُكَ مَطْعَمِي وَمَا خَابَ مَنْ يَهْفُو لِجُودِكَ سَاعِيَا
إِلَيْكَ إِلَهِي قَدْ حَضَرْتُ مُؤَمِّلاً خَلاصَ فُؤَادِي مِنْ ذُنُوبِي مُلَبِّيَا
وَكَيْفَ يَرَى الإِنْسَانُ فِي الأَرْضِ مُتْعَةً وَقَدْ أَصْبَحَ الْقُدْسُ الشَّرِيفَ مَلاهِيَا
يَجُوسُ بِهِ الأَنْذَالُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَقَدْ كَانَ لِلأَطْهَارِ قُدْسًا وَنَادِيَا
مَعَالِمُ إِسْرَاءٍ وَمَهْبِطُ حِكْمَةٍ وَرَوْضَةُ قُرْآنٍ تُعَطِّرُ وَادِيَا

**الأبيات منقولة من موقع الألوكة**










2009/11/06

خبطتين فى الراس...توجع !!!

صحيح ...(هى الدنيا كده ...والحلو مايكملش)...

الخبطة الأولى: يوم الأربعاء الماضى سافر إلى القاهرة أعز أصدقائى اللى عرفتهم فى الغربة - هم مش كتير يعنى - بس والله الواحد مابيصدق يلاقى حد يعرفه هناك ويستأنس بيه فما بالك بقه لو كمان ربنا أكرمك وطلع الحد ده محترم ومتدين وعلى خلق وعلى مستوى راقى جدا من التفكير وربنا يؤلف بين قلوبكم ... بل أحيانا من بعض تعاملاته تحس إنه أخوك الكبير وخايف على مصلحتك أكتر منك {أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله}.....مش هطول عليكم ... الأخ ده هو ( د/أحمد عبد العدل)...

فوالله لقد تعلمت منه ومن أخلاقه الكثير فى فترة وجيزة لا تتعدى التسعة أشهر ولم أشعر بقيمته إلا عندما قرر الرجوع إلى القاهرة وأحسست أنى سأفتقده كثيرا إلى أجل غير مسمى لا يعلمه إلا الله ولكن عزائى الوحيد أنى على اتصال به بالموبايل أو النت...

طبعا أحضان حارة ودعوات تنهال من كلينا للآخر وتظاهر بالبرود ورباطة الجأش ولكن هيهات أن تخفى الحقيقة اللتى حاول كل منا أن يخفيها ألا وهى ...(سأفتقدك كثيرا)...

وكان آخر كلام بيننا ( ربنا ييسر لك كل خير وتروح وترجع بألف سلامة...الله يسلمك ويبارك فيك ...سلملى على الوالد والوالدة كتير... يوصل إن شاء الله...طمنى عليك أول ماتوصل ...إن شاء الله ...لا إله إلا الله ...محمد رسول الله ) ...

يطرق قلبى بشدة كلمة لأحد الصالحين - أحسبه عمر بن الخطاب رضى الله عنه - :{ ما أعطى عبد بعد الإسلام خيرا من أخ صالح فإذا رأى أحدكم ودا من أخيه فليتمسك به } ... فلا حرمنى الله صدق أخوتك وبركة محبتك يا ((: بطل :))

الخبطة الثانية: يوم الخميس - يعنى تانى يوم على طول - سافر ثالثنا ليقضى أجازته السنوية فى الإسكندرية ... رحت معاه عشان أوصله للمطار وكان فرحااااان جدا ... طقم جديد آخر شياكة وبرفان ريحته تهبل وسعادة غامرة ...

طول الطريق وأنا بفكر فى اليوم اللى هارجع فيه مصر وهبقى برضه فرحان وسعيد كده زيه - لا بل أكتر منه بكتيييير إن شاء الله ده أنا نازل أتجوز بإذن الله ...
كنت بفكر أقوله (ياعم خبينى فى شنطة من بتوعك دول ومحدش هياخد باله ) بس للأسف قلت أكيد هتفقس من وزن الشنط الزيادة وبعدين لو حبيت أعطس ولا أروح الحمام ولا حاجة هتبقى مشكلة...

مصر وحشتنى.. ووالدى ووالدتى وإخواتى وحشونى.. و أصحابى وحشونى.. و-اللى بالى بالكم - طبعا وحشتنى ;)

وهكذا أصبحت وحيدا... شريدا... فريدا... بعيدا... طريدا .... :(

دعواتكم معايا بقه يا جماعة...

2009/11/05

لأ...مش وردى





(ياابنى انتا هتفرسنى..؟؟!! إنتا مش عايش معانا على الأرض ولا معندكش مشاكل زينا..؟؟ إش حال إنتا متغرب زينا وكاتب كتابك ووراك التزامات..؟؟نضارتك وردى أوى كده ليه..؟؟)هكذا قال لى وهو فى منتهى الضيق والخنقة...

قلت محاولا امتصاص غضبه (طيب صلى على النبى وهدى نفسك وأنا هشرحلك أنا بفكر إزاى وهثبتلك حالا إنى واقعى جدا وعملى والنضارة بتاعتى مش وردى ولا حاجة)...هدأ قليلا ليسمع ما سأقوله بنفاذ صبر...فاستطردت كلامى (احنا-ولله الحمد والمنة-مؤمنين بالله وربنا سبحانه وتعالى قال"وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل فى كتاب مبين" "إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين" والنبى عليه الصلاة والسلام قال <لوأنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا>يعنى بتصحى الصبح تسعى وتدور على رزقها وهى جعانة وآخر النهار ترجع شبعانة وآخر تمام...بعد كل ده عاوزنى أنرفز نفسى ليه وأضايق ليه ؟؟ طالما إنى مش مقصر فى المجهود حتى لو العملية أزمت شوية مش مهم ماهو ربنا اللى قال كده "الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيئ عليم" يعنى يوسع فى الرزق لمن يشاء ويضيق على من يشاء لحكمة هو أعلم بها...ده من الناحية الدينية...حلو كده؟؟

ثانيا من الناحية الواقعية افترض إن شخصين خسروا خسارة مادية كبيرة...احسبها بالعقل كده مين خسران أكتر اللى هيتضايق وينرفز نفسه ويحبط ولا اللى هيقول خلاص قدر الله وماشاء فعل اللهم أجرنى فى مصيبتى واخلف على خيرا منها ...الأول طبعا خسران أكترلأنه مش بس خسر ماديا ده كمان نفسيته تعبت وثقته فى نفسه اتهزت أما التانى خد حسنات وحافظ على نفسيته وهيبقى عنده أمل يحاول ويجرب وأكيد فى محاولة منهم ربه هيكرمه وينجح عشان رضى بقضائه وتوكل عليه "ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون"...شفت الفرق بقه مع إنهم الاتنين خسروا نفس القيمة المادية ... بس شتااااان...سبحان الله ) .

سكتنا لبرهة ثم أخذ نفسا عميقا وتبسم-أخيرا-ابتسامة خفيفة ثم قال ( عندك حق...الحمد لله على كل حال ) ...

((: شكر خاص جدا {عالم حبيب} و { E73} :))

2009/11/01

{ ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون }


السلام عليكم إخوتى الكرام...
بدايةً أعتذر لكم بشدة عن حذف الموضوع السابق بعنوان (لأ...مش وردى) وطبعا حُذف معه -للأسف الشديد- تعليقاتكم الجميلة وده للسبب اللى هقوله لكم حالاً بإذن الله .

أمس أيقظنى حبيبى وصديقى :)) الصدوق-د/أحمد عبد العدل-كالعادة وأنا (مرمى) على القعدة العربى اللى فى السكن الساعة 10 الصبح وهو بيقولى:(الحق مدونتك فيها بلاوى سودة !!) ... قمت كالملسوع ودخلت على المدونة وفوجئت بواحد -الله يهديه هو وأمثاله- وقد عاث فساداً فى مدونتى وبعض المدونات الصديقة بتعليق فى منتهى قلة الأدب ...

وزاد الطين بلة أن النت رخم عليا ولم يستجيب لحذف هذا التعليق السخيف مراراً وتكراراً ... وفى نهاية المطاف لم أجد سبيلاً إلا حذف الموضوع بأكمله وطبعاً اتحذف معاه التعليقات كلها :((

وأزيدكم فى الشعر بيتاً أنى لم أكن أحتفظ بنسخة أخرى من هذا الموضوع ...ولكم أن تتخيلوا المأساة -وحسبى الله ونعم الوكيل-...

وأما عن الشعور اللذى راودنى ساعتها فهو مزيج من الغضب والإشفاق على هؤلاء الغافلين عن عاقبة مايفعلون بأنفسهم فى المقام الأول ثم بغيرهم من الشباب ... هل يعتقد هذا الشاب اعتقاداً جازماً أنه موقوف بين يدى الله عز وجل يوم القيامة ومسؤول عن كل صغيرة وكبيرة فى حياته؟؟

هل أعد جواباً يدافع به عن نفسه عندما تُعرض عليه صحيفته وقد سُجل فيها هذا التعليق وهذه الصور الفاضحة ويسأله ربُه عنها؟؟؟

هل يعلم كم سيئة أخذها عن كل شخص نظر إلى تلك الصور ؟؟؟

هل يعلم كم من شابٍ سيُفتن بهذه الصور بل ويحاول أن يتعدى مرحلة الصور هذه إلى ما هو أعظم وأشد خطراً وإثماً ؟؟؟

{يومَ تشهدُ عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانواْ يعملون**يومئذٍ يوفيهم اللهُ دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين}

{وبدا لهم من اللهِ مالم يكونواْ يحتسبون}

{ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون**ليومٍ عظيم**يوم يقوم الناس لرب العالمين}

وفى النهاية أعتذر لحضراتكم عن حذف الموضوع بالتعليقات وعن هذا التعليق -إن كان حصل وقرأه حد فيكم-....

وهستأذنكم وأنا فى منتهى الخجل منكم من كتر الاعتذارات -بس ده طمع منى فى كرم أخلاقكم- إنى أشرف بشكل مؤقت على التعليقات-مكرهٌ أخاكم لا بطل- ... وحسبى الله ونعم الوكيل !!!

آسف على الإطالة ... وشكراً